إن المتغيرات البيئية والتطورات المتسارعة أثرت وبشكل كبير على طريقة إدارة المنظمات لمواردها البشرية خلال العقود الماضية. فاستقطاب وتعيين الكفاءات وتطويرها وتقويم أدائها كانت محور تركيز الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص بهدف زيادة الإنتاجية وتحسين الأداء. فأي دولة في العالم عندما تريد أن تخطط لتصبح في مصاف الدولة المتقدمة فإنها تعول كثيراً على الكفاءات والمواهب في مختلف المجالات التنموية. حيث تشير الأبحاث أن الدول التي تدار من قبل ذوي الكفاءات تتمتع بمعدلات نمو اقتصادية عالية.

فالفكر الإداري الحديث يؤكد على أن تكون الكفاءات والمواهب شريكاً رئيسياً في رؤية المؤسسة واستراتيجيتها المستقبلية، والمرحلة القادمة تتطلب من الإدارات المعنية بالموارد البشرية التحول من دورها التقليدي إلى الدور الاستراتيجي والأداء المؤسسي الفعال. ولعل جائحة كورونا كوفيد (19) أعطت عدة دورس للمؤسسات بأهمية الكفاءات التي استطاعت فعلاً أداء العمل عن بعد والتكيف معه، أو تلك التي قدمت حلولاً غير تقليدية في تخفيف حدة الأزمة وآثارها على المؤسسات، أو الإدارات التي استطاعت معرفة قدرات ومهارات العاملين لديها وقامت بتوظيفها لمواجهة تحديات هذه الأزمة . حيث أشار التقرير الأخير الصادر عن Mckinsey & Company المتعلق بمستقبل المؤسسات بعد جائحة كورونا ومنها ضرورة وجود كفاءات ومواهب مرنة وقادرة على التحرك بسرعة والتكيف مع التغيير والتعلم المستمر.

وربما القرار الأخير الذي صدر مؤخراً عن الرئيس الأمريكي ترامب حول التوظيف استناداً على المهارات skills-based hiring أثار عدة تساؤلات يتعلق بهذا الموضوع . حيث يؤكد العديد من الخبراء إلى أن المهارات التي تحتاج إليها المؤسسات هذه الأيام لا تتلاءم مع المهارات المتاحة لدى القوى العاملة الحالية . كما تعد البحوث والدراسات والتقارير المتعلقة بالكفاءات والمواهب من القضايا الساخنة في مجال إدارة الموارد البشرية، واكتسبت المزيد من الممارسات الدولية، وتم التركيز عليها في أغلب استراتيجيات وتوجهات الحكومات على مستوى العالم.

ومن خلال هذا البرنامج التدريبي سوف نسلط الضوء على مواضيع في غاية الأهمية بهدف إكساب المشارك المعارف والاتجاهات الحديثة والمهارات التي يحتاج إليها أخصائي تطوير الكفاءات بالمنظمات المعاصرة.